الأربعاء، 2 مارس 2011

اضرار سكر الحمل على الام والجنين - وكيف يمكن الوقاية منها؟



يحدث سكر الحمل لأسباب عديدة أهمها وجود مقاومة من الجسم للانسولين، وبسبب عدم وضوح أعراض هذا المرض فإن العديد من الحوامل يكتشفن وجوده بالصدفة بعد إجراء تحليل الجلوكوز الروتيني أثناء متابعة الحمل. وفي 75% من الحالات يبدأ ظهور المرض مع بداية الثلث الأخير من الحمل، وفي هذا الوقت تفرز المشيمة هورمونات ترفع جلوكوز الدم مما يفاقم من مقاومة الانسولين، وبالرغم من وفرة الانسولين المفرز من بنكرياس الحامل إلا أنه لا يقوم بخفض جلوكوز الدم لأسباب قد يكون منها حدوث خلل في تركيبه.

تفرز المشيمة العديد من الهورمونات التي ترفع الجلوكوز في دم الأم حتى يتوفر هذا الجلوكوز للجنين ويستخدم كمصدر للطاقة اللازمة لنموه، وهذا يدفع جسم الحامل لإفراز المزيد من الانسولين لخفض الجلوكوز الزائد ولكنه يفشل في ذلك بسبب وجود مقاومة للانسولين في جسم الحامل قبل حدوث حملها. وبسبب إرتفاع جلوكوز الدم فإن العديد من اضرار سكر الحمل على الام والجنين تحدث أثناء الحمل ويستمر تأثيرها لسنوات طويلة بعد الولادة.

أعراض سكر الحمل يصعب ملاحظتها ومنها كثرة التبول والعطش والجوع والشعور بالإرهاق وهي قد تختلط بعلامات ومتاعب الحمل العادية. وينبغي على جميع الحوامل إجراء إختبار تحمل الجلوكوز قبل نهاية الشهر الخامس، ويجب القيام ذلك في وقت مبكر في الحوامل زائدات الوزن أو الأكبر سنا أو من لهن أقارب مصابين بمرض السكر، ويندر حدوث سكر الحمل تحت سنة الـ 25 ومع تقدم العمر تتضاعف الإصابة بالمرض في سن الـ 35 وتصل لأقصاها في سن الـ 45.

إذا حدث المرض ولم يتم تشخيصه وعلاجه فإن العديد من اضرار سكر الحمل على الام والجنين تبدأ في الظهور وذلك بسبب تعرض الجنين لنسب عالية من جلوكوز الدم، وبسبب عجز جسم الجنين عن إستهلاك الجلوكوز الزائد والآتي إليه من الأم فإن بنكرياس الجنين يقوم بتخزينه على هيئة دهون، تتراكم وتظهر على كتفي المولود وحول جذعه، وهذه الدهون الزائدة تتسبب في حدوث الولادة المبكرة أو المتعسرة، كما الولادة المبكرة تسبب ضيق التنفس للمولود، ولكن الأخطر من كل ذلك أن بنكرياس الجنين يتعرض للإجهاد أثناء مراحل تكونه الأولى، وتظهر آثار هذا الإنهاك لاحقا بعد سنوات طويلة في إصابة المولود في طفولته أو شبابه بالنوع الثاني من السكري.

أكثر اضرار سكر الحمل على الام والجنين، يمكن علاجها ومنها حدوث اليرقان، كما يتم اللجوء للولادة القيصرية لمنع حدوث أي أذى للمولود أو الأم، ويمكن علاج أي إنخفاض في جلوكوز دم المولود بعد الولادة فورا، عن طريق بدء الأم سريعا في إرضاع المولود. وبالرغم من أن المرض يختفي خلال عدة ساعات بعد التخلص من المشيمة، إلا أن الدراسات أثبتت أن ما يناهز من نصف النساء اللاتي أصبن بسكر الحمل، يظهر لديهن النوع الثاني من السكري خلال 10 سنوات بعد الوضع، وذلك مالم تقوم الأم بإنقاص وزنها، عن طريق تناول طعام صحي وممارسة الرياضة وتوزيع الطعام على ست وجبات صغيرة بدلا من ثلاثة كبيرة، لأن كل ما سبق يجنبها الإرتفاعات الكبيرة في جلوكوز الدم وهذه الإرتفاعات تؤدي لحدوث عبء كبير على البنكرياس أثناء الحمل وبعد الولادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق